Posts Tagged ‘sultan burhan’

لقاء مع المُصمم الرقمي / سلطان برهان

ديسمبر 30, 2010


لأنني من عشاق الفن الرقمي “Graphic” و بما أنني مازالت أخطو خطواتي الأولى فيه ، أحاول أن أبحث دائمًا عن أفكار / إلهامات من خلال رؤيتي لـِ تصاميم مُبدعة و مبتكرة ..
التقيت بأولى تصاميم الأخ / سلطان برهان من على صفحته على الـflickr و من ثم تبين لي أنه قد فاز مؤخرًا بتصميمه شعارًا لـِ مدينة الملك عبد الله الطبية في العاصمة المقدسة –مكة المكرمة– ، أكثر ما لفتني هو فلسفة الشعار التي قرأتها حرفًا حرفًا فـ جعلتني أقدر كُل فراغ و كل نقطة وضعت في الشعار و من هنا أتتني فكرة أن أعقد لقاءً معه ..

بطاقة تعريف :
سلطان برهان الفنان لا يرى نهاية لطريقه ، بدأ ممارسة الفن الرقمي منذ 10 سنوات تقريبًا

متى و أين بدأت علاقتك بالتصميم الرقمي ؟
بدأت من موهبة الطفولة “الخط العربي” والتي كنتُ أهتمّ بها بعفوية، فأصبحت تتبلور وتظهر نتائجها من الصف الثالث الابتدائي، عن طريق وضع ورقة من نوع شفاف على خط القرآن “مصحف المدينة” والكتابة فوقه، وما زلت أتذكر تلك اللحظات التي لم أكن فيها راضياً عن مستوى خطي وأنه غير مشابه لخط الخطاط عثمان طه !

كنت أكتب اللوحات المدرسية بنفسي، وتعرفت على الرسام الفنان عمر عبد العزيز ابن الفنان الدكتور عبد العزيز بن مصطفى كامل والكاتب في مجلة البيان وتعرفتُ معه على الألوان وخلطها والكتابة بالطلاء الزيتي والمائي، وبدأت أفهم المواد البلاستيكية والمواد الخشبية والقماش وأيضاً ما الريشة التي تصلح لكل مادة وما نوع الألوان المناسبة.. وتمرست فيها لفترة طويلة حتى إلى ما بعد تخرجي من الثانوية العامة ..

كنت أنتقد كل كتابة خاطئة في لوحات الشوارع ولوحات المحلات التجارية، أنتقد كل نقطة غير صحيحة الرسم، كل حرف لم يُتقن رسمه.. ألف ولامها، باء وحاء، كاف وقاف، واو وميم.. وأحتفظ بالانتقاد في نفسي كثيراً وأعيش في داخلي خيالاً كبيراً من التحليل الفني ..

في تلك الأيام ظهرت لوحات تجارية مخطوطة ومصممة بالكمبيوتر، وكنت أحاول اكتشاف ذلك، إلى أن تعرّفتُ على برنامج الفوتوشوب من الإصدار الرابع عام 1999م، ومنها بدأت الانطلاقة عام 2000م .

“التصميم هو قدرتك على صنع مادة إعلانية توصل بها الغاية العامة والهامة بأبسط الطرق وأجملها في نفس الوقت”

كيف أثر التصميم على حياتك ؟
أصبح اسمي مرتبط بمسمى المصمم منذ إحدى عشرة سنة، هذه السنين تكفي لأن تجعل التصميم جزءاً مؤثراً كبيراً في حياتي وثقافتي .. لأن التصميم الرقمي حرفة، ومن المعلوم أن أي حرفة فنية تكون عشيقة من يمارسها .. والفن أياً كان لونه يجعل من الفنان شخصاً مثقفاً قادراً على المطالعة والبحث والتحليل والنقاش والإدراك .. وذلك مع مرور الوقت، وهذه العشر سنين غير كافية بعد لأن يصل المصمم مرحلة كافية من الثقافة الكبيرة .. وهذه الثقافة تأتي من كثرة مقابلة العملاء على أنواع مختلفة من شخصياتهم ومختلف طلباتهم ورؤاهم الفنية وغرائزهم وثقافاتهم ومدى ذائقتهم بهذا الفن ومعرفتهم به . حتى ألّفتُ هذه العبارة “أيها المصمّم.. كُن تصميماً يمشي في الأرض“، وأراها تختصر الكثير من الكلام أمام كل عميل..

من أين تستلهم / تستوحي أفكار تصاميمك ؟
من الطبيعة، فإنني أجد أن كل فن هو مرتبط بالحواس الخمس أو الست والعقل أيضاً.. من فن الكتابة والإخراج التلفزيوني والفن التشكيلي وفن الموسيقى وفن الطبخ وفن خلط العطور وفن التصميم الرقمي والتصميم الداخلي إلى غيرها من الفنون هي مرتبطة بحواس الإنسان الطبيعية، فالأفكار تُستوحى من طبيعة الأرض التي أعيش بها على وجهها الطبيعي، ومن السماء الملهمة بزرقتها وبياضها صباحاً وشفقها الأحمر مساءً .. وكل طبيعة في الكون لها أثر كبير على تطوير فكري الخيالي كمصمم، وإنني أتأمل حركات الأطفال العفوية وحياتهم المرتبطة بهم أجد بأنها تعطيني موجة كبيرة في إنتاج أفكار كبيرة، إنني ألاحظ بأن أكثر التصاميم الداخلية ابتكاراً وأكثرها جمالاً هي الديكورات الخاصة بالطفل، وكذلك ألعابه ومقتنياته الشخصية .. منها ما هو مبتكر ومنها ما هو محاكي لغيرها .

أختصر ما سبق تقريباً في التأمل في خلق الله تعالى فهو ما يجعل الفكر يحوم حول أجواء كبيرة من المعالم واستخراج أجمل الأفكار منها.. وكذلك أرى بأن متابعة الجديد من الدراسات العالمية في أي باب من الأبواب خاصة الاجتماعية والنفسية هي داعمة للعقل من ناحية جمع المعلومات ومحاولة استخراج لوحة معينة تلفت انتباه أكبر عدد ممكن من الناس قدر الإمكان .

أجد أن كُل مصمم له طقوس معينة أثناء قيامه بتصميم ما .. فما هي طقوسك ؟
إنني أدعم الحواس كثيراً قبل الشروع، فطقوسي نوعاً ما مضطربة.. مثلاً الجوع بعد الشبع، الهدوء الشديد بعد الضوضاء، الغضب بعد المرح، الطلب بعد العطاء، البياض بعد زحام الألوان، الزحام بعد الفضاء، الاسترخاء التام في التفكير، تشغيل مقاطع صوتية كثيرة من مقطع لمقطع تلقائياً في وضع السماع اللاواعي، الغناء بصوت عال في مكان عام!، وكذلك حينما أكون وحدي، الراحة بعد رياضة البدن الغير منهكة، وكل ما سبق لا بد أن أدمجه بحبي له في صناعته قبل أن يكون مادة للطباعة أو الاطلاع، وإن أصل لهذه المرحلة فإنني آخذ الوقت لكي أندمج معه، وإن لم أندمج معه أو لم أحبه فغالباً لا يظهر بالمستوى الذي يعجبني وإن أعجب غيري . فإنني أحب أن أقدم مادة أحترمها شخصياً . (more…)